السادة أعضاء هيئة التدريس، الطلاب الكرام، الزملاء في الحقل الأكاديمي، والضيوف الأفاضل...
يسرني ويشرفني أن أرحب بكم جميعًا في جامعة المدينة العالمية، هذا الصرح العلمي الرائد الذي شُيِّد على أسسٍ متينة من الرؤية الطموحة، والرسالة السامية، والقيم الأصيلة في قلب ماليزيا؛ لتكون منارةً للعلم ومركزًا للمعرفة، وجسرًا للتواصل الحضاري بين الشعوب والثقافات.
لقد نشأت الجامعة من إيمانٍ عميق بأن التعليم ليس مجرد نقلٍ للمعرفة؛ بل هو رسالة حضارية، ومشروع حياة، ومسؤولية تتجاوز حدود القاعات الدراسية؛ لتلامس حاجات الإنسان والمجتمع، وتسهم في بناء مستقبل تتعانق فيه القيم مع الكفاءات، ويزدهر فيه الفكر المستنير.
ومنذ تأسيسها؛ سعت الجامعة إلى الريادة في التعليم العالي عبر تطوير بيئة أكاديمية محفزة، تجمع بين المعارف النظرية والمهارات التطبيقية، وتعتمد أحدث وسائل التقنية، وتولي البحث العلمي مكانته التي يستحقها، مع الحرص على ربطه بقضايا الواقع وهموم المجتمعات.
وتتجلى رؤيتنا في أن نكون بيت خبرة علمي، وقلعة للابتكار، ومحضنًا لصقل المواهب؛ يُمكِّن الطلاب من أدوات العصر، دون أن ينفصلوا عن هويتهم، ودون أن يتخلوا عن إرثهم الحضاري.فجامعتنا تنطلق من وسطيةٍ فكرية، ترفض الإفراط والتفريط، وتتبنى خطابًا علميًا إنسانيًا عالميًا، يتجه بخطى ثابتة نحو التقدم العلمي.
لقد آمنت الجامعة بأن واجبها لا يقف عند حدود التعليم التقليدي؛ بل يمتد إلى كل ما يعزز منظومة المعرفة، وييسر وصولها إلى الجميع. ومن هنا كانت جامعة المدينة العالميةمن أوائل المؤسسات التي خاضت تجربة التعليم عن بُعد بكل شجاعة واقتدار ففتحت أبوابها لكل راغب في العلم مهما كان موقعه الجغرافي، أو ظرفه الزمني.
بدأت فكرتنا طموحة، فصارت اليوم واقعًا مشرفًا، يشهد له طلابنا في أرجاء العالم، وتزكيه الإنجازات الأكاديمية التي نعتز بها. لقد صارت الجامعة حاضنةً لفسيفساء من الجنسيات والثقافات، تحت راية واحدة هي راية العلم، وهدف مشترك هو الإسهام في بناء الإنسان.
إن رسالتنا تتمثل في تمكين المعرفة، وتطوير المهارات، وتخريج جيلٍ يمتلك أدوات التفكير النقدي، والبحث العلمي، ويشارك في حل قضايا مجتمعه، بوعيٍ أصيل، وعقلٍ منفتح، وشخصيةٍ متوازنة. ونحن نحرص على أن تكون مخرجاتنا الأكاديمية ذات أثر ملموس في الواقع، وقادرة على المنافسة في سوق العمل، والإسهام في نهضة أوطانها.
ومن هذا المنطلق، تولي الجامعة اهتمامًا بالغًا في اختيار طاقمها الأكاديمي؛ حيث جمعت نخبةً من أهل الخبرة والاختصاص من شتى بقاع العالم الإسلامي، يجمعهم الإخلاص والكفاءة، والحرص على أداء رسالتهم التعليمية بكل أمانة وتميّز.
كما لا نغفل أهمية الجانب الإداري والخدمي، فقد سخرت الجامعة مواردها البشرية والتقنية لتوفير بيئة تعليمية متكاملة، تراعي احتياجات الطلاب، وتدعمهم في رحلتهم الأكاديمية، بدءًا من تسجيلهم، مرورًا بتجربتهم التعليمية، وانتهاءً بتخرجهم، بل وحتى ما بعد ذلك.
ولا يسعنا إلا أن نؤكد أننا مقبلون على مرحلة جديدة، تحمل في طياتها تحديات وفرصًا كبرى، على رأسها التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. ونحن نرى في هذه التطورات فرصةً لتعزيز جودة التعليم، وتوسيع آفاق البحث، وتحقيق تكاملٍ بين التقنية والإنسان، يخدم أهدافنا ورسالتنا.
ومن هنا كانت أهداف الجامعة واضحة في نشر العلم والمعرفة، وتيسير سبل الوصول إليها، والمحافظة على القيم العليا، وبناء بيئة علمية شاملة، وتقديم برامج مبتكرة عالية الجودة، تعزز قدرات الطلاب، وتربطهم بقضايا مجتمعاتهم، مع السعي إلى عقد شراكات استراتيجية مع مؤسسات العلم محليًا ودوليًا.
أما قيمنا فهي ركائز لا نحيد عنها؛ تتمثل في: الإخلاص، والصدق، والإبداع، والجودة، وروح الفريق، والاحترام المتبادل، والتخطيط السليم، والتعلم مدى الحياة، والتفاعل الخلاق مع المجتمعات.
وختامًا، نقولها بكل فخر: إن جامعة المدينة العالمية لم تكن يومًا مجرد مؤسسة تعليمية؛بل هي رؤية ورسالة سيرة ومسيرة،، فنارة ومنارة يشع نورها من قلب آسيا إلى العالم أجمع.
وها نحن اليوم نفتح أبوابنا وقلوبنا لكل طالب علم، ونضع كل إمكاناتنا تحت تصرفه، ليكون شريكًا في بناء مستقبلٍ يليق بالإنسان، ويخدم البشرية جمعاء.
مع خالص أمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح